“الأمم المتحدة تُجدد إدانتها.. ولكن من ينقذ مليوني إنسان من الموت البطيء في غزة؟”

في مشهد يلخص قسوة العالم وصمته، جددت الأمم المتحدة إدانتها للكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، مؤكدة أنه “لا ينبغي إجبار أي شخص على المخاطرة بحياته للحصول على المساعدات”. جاء ذلك على لسان نائب المتحدث باسم المنظمة، فرحان حق، الذي عبّر بأشد العبارات عن حجم المأساة التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان محاصر، في ظل سياسة ممنهجة لتجويعهم وترويعهم.

رغم أن القانون الدولي الإنساني يُلزم الاحتلال بالسماح بإدخال المساعدات وتسهيلها، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال ترفض الغالبية الساحقة من طلبات تنسيق إدخال الوقود والغذاء وحتى مياه الشرب، وفق ما كشفه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وقد بلغ الأمر حد رفض 29 محاولة من أصل 35 للوصول إلى مخزون الوقود في رفح خلال شهرين، ما يهدد بتوقف المستشفيات وتعطل أنظمة التبريد اللازمة لحفظ اللقاحات.

وفي ظل هذا الحصار المطبق، لا يجد أبناء غزة طريقًا للبقاء إلا المجازفة بأرواحهم، في سعي يومي للحصول على ما يسد رمقهم أو ينقذ أطفالهم. ورغم إدخال أكثر من 11 ألف طن من المساعدات عبر كرم أبو سالم، لم يُسمح سوى بدخول نحو نصفها، لتكفي بالكاد أقل من 300 ألف شخص لمدة شهر، بينما يواجه 2.1 مليون إنسان خطر الجوع والموت البطيء.

ما يحدث في غزة ليس عجزًا دوليًا، بل تواطؤ واضح مع جريمة تُرتكب على مرأى ومسمع العالم.

#عدالة_لحقوق_الإنسان