أفرجوا عن فرقة " أطفال الشوارع " وكل محبوسي الرأي والتعبير في مصر

أفرجوا عن فرقة ” أطفال الشوارع ” وكل محبوسي الرأي والتعبير في مصر

فيديوهات لم تتعد لدقائق، ست شباب يعشقون التمثيل والأداء الغنائي، بطريقة ساخرة؛ قرروا انتقاد الأوضاع الحالية التي تمر بها مصر عن طريق تلك الفيديوهات بواسطة تكاليف محدودة “كاميرا وشارع وفيديو سلفي” ليحصدوا الآلاف من الاعجابات والمشاركة عبر صفحتهم الرسمية على فيسبوك “أطفال شوارع”.

فعلى أنغام فترة الثمانيات والتسعينيات، يقتبس “أطفال شوارع” تلك الفترة ولكن بكلمات ساخرة حيث بدأ الشباب الفيديو الأول لهم، بالسخرية من برنامج “براعم الإيمان” على إذاعة القرآن الكريم يليه أسئلة ليس له وجود وأغاني الأطفال والوطنية إلى سد النهضة الإثيوبي وانتقاد السياسات الحالية.

هم محمد السوري 22 عاما يدرس كلية التربية الموسيقية، ومصطفي زين 24 عاما خريج كلية الزراعة، عزالدين 19 عاما ويدرس في كلية التربية الفنية، وعبدالحميد جبر ، محمد عادل 25 عاما يدرس كلية العلوم و الاعلام، محمد يحيي 33 عاما ويعمل موظف بأحد الشركات.

وقال عزالدين في تصريحات سابقة له، إن سبب تسمية الفرقة بهذا الاسم لجلوسهم في الشوارع لفترات طويلة منذ الصغر، مضيفاً أن الفرقة تعرفت على بعضهم البعض عن طريق جمعية تتبني المواهب ليعرضوا مسرح شارع تلاها الفيديوهات الأخيرة.

وأكد أن فكرة الفيديوهات المتداولة تعد تطويرًا لمسرح الشارع؛ ولم يفكروا في خطط المستقبل باعتبارهم ممثلون في المقام الأول.

نشر أحد أعضاء فرقة “أطفال شوارع” تدوينه عقب القاء القبض على عضو منهم بتهمة التحريض ضد الدولة قائلا: “مش هاقول اننا متفاجئين .. لاننا كنا عارفين تقريبا ان في حاجة هتحصل .. عارف ان في ناس كتير عمالة بتلومنا و بتلومني شخصيا بما اني كنت بزق الفريق ده دايما لانه يعمل حاجات اكتر .. قعدنا من يومين قبل اخر فيديو وقلنا ” مش عاوزين لما نكبر نفتكر نفسنا و نفتكرها انها كانت جبانة ” نفوسنا مش جبانة بس يمكن اللي بيحصل يكون اكبر مننا شوية .. الملف ع مكتب وزير الداخلية .. احنا الستة مطلوبين .. خمسة هربانين و اصغر واحد فينا واللي عنده السكر مقبوض عليه .. اتكلمت مع الشباب امبارح و يمكن محدش ندمان اننا وصلنا هنا لكن يمكن خايفين من المستقبل .. مصر مخيفة اوي .. مكنش ينفع منوصلش للمرحلة دي .. عمرنا بيتغير قدام عينينا .. بس مصر مصرة متتغيرش .. عارف اننا نكرات في مسار الاحداث .. لكن حياة الست نكرات دي اليومين دول بتتشكل .. او يمكن بتتنتهي .. واحد بيفكر ينتحر. مصر بقت فعلا مخيفة .. الموضوع صعب .. كل اللي اقدر اقوله ف الاخر .. متخافوش برا .. احنا مش هنخاف جوا”.

ولم ينته الأمر عند ذلك، إلى أن قررت نيابة مصر الجديدة، القبض على جميع أعضاء الفرقة، لاتهامهم بنشر فيديوهات تحريضية على شبكة الإنترنت ضد مؤسسات الدولة .وهو ما تم بالفعل وقررت النيابة حبسهم 15 يوما بتهم التحريض ضد مؤسسات الدولة .

تعد حرية الرأي والتعبير ركنا أساسيا من منظومة حقوق الإنسان، وهي تصنف كجزء من الحقوق المدنية والسياسية. وهي تعد أيضا من حقوق الجيل الأول من لحقوق الإنسان، باعتبارها حقوقا سلبية، على الحكومات عدم التدخل فيها، والتقييد على البشر في حقهم في التعبير عن آرائهم في مختلف القضايا، أي كانت. وبالتالي فإن إنفاذ هذا النوع من الحقوق واجب النفاذ الفوري، ولا يقبل التدرج أو التأجيل.

إن احترام معايير حقوق الإنسان يشكل حاجة وضرورة ملحة لضمان استقرار المجتمعات، لأن احترام كرامة الإنسان التي تعد جوهر منظومة حقوق الإنسان، هي التي تمنح المجتمعات قيمتها واستقراها.
وما حرية الرأي والتعبير الا أحد المعايير الأساسية في إطار منظومة حقوق الإنسان، وبدون تمتع الإنسان بهذا الحق، لن يتمكن من التمتع بأي من الحقوق الأخرى مهما كانت طبيعة المنافع الاقتصادية والاجتماعية التي يتمتع بها.

أن حرية الرأي والتعبير في مصر على المحك فلم يستطيع النظام المصري أن يتقبل أي انتقاد ولو بسيط له وقام بالقبض على هذه الفرقة المسرحية البسيطة وقام بحبسهم بسبب أرائهم وتعبيرهم عن تلك الآراء في شكل اسكتشات تمثيلية بسيطة .

إن مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان تطالب بالإفراج فورا عن فرقة ” أطفال الشوارع ” وكل المحبوسين على قضايا بسبب أرائهم وأفكارهم .
‫#‏مؤسسة_عدالة_لحقوق_الإنسان‬