تحديات تعصف بالأسرة المصرية و انتهاكات تستهدفها

بيان رسمي
15 مايو/ أيار 2025
مؤسسة عالة لحقوق الإنسان -JHR-
اليوم العالمي للأسرة
تحديات تعصف بالأسرة المصرية وانتهاكات تستهدفها.
في اليوم العالمي للأسرة – تتوجه مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان -JHR- بتحية تقدير وإجلال لكل أسرة مصرية صامدة، تسعى جاهدة للحفاظ على تماسكها وقيمها في وجه التحديات المتزايدة.
إن الأسرة المصرية بتاريخها العريق وقيمها النبيلة، لطالما كانت ولا تزال الحصن الأمين الذي يستمد منه أفراد المجتمع قوّتهم وسندهم، إلا أن الاحتفال بيوم الأسرة هذا العام يأتي في ظل ظروف اجتماعية، واقتصادية، وأخلاقية دقيقة تستدعي منا وقفة تأمل وتقييم جاد لحال أسرنا المصرية.
فمن الناحية الاقتصادية: يمثل الوضع الاقتصادي الضاغط تحديًا كبيرًا يواجه غالبية الأسر المصرية، فارتفاع تكاليف المعيشة، وتآكل القدرة الشرائية للأفراد، وزيادة معدلات البطالة كلها عوامل تضع عبئًا ثقيلاً على كاهل الأسر، وتؤثر على استقرارها ورفاهيتها، حيث يضطر العديد من أفراد الأسرة إلى العمل لساعات طويلة لتأمين احتياجاتهم الأساسية، مما يقلل من الوقت المتاح للتفاعل الأسري والتنشئة السليمة للأبناء، كما أن الفوارق الاقتصادية المتزايدة في المجتمع تزيد من الشعور بالإحباط وعدم المساواة بين الأسر.
وعلى الصعيد الاجتماعي: شهدت مصر ارتفاعًا ملحوظًا في نسب الطلاق عام 2024، لا سيما بين الفئة العمرية 25-30 عاماً، وفي مقارنة إقليمية لعام 2024 تأتي مصر في (المرتبة الثانية بين الدول العربية) في معدلات الطلاق بنسبة 2.3 حالة طلاق لكل ألف شخص، في مستويات مقلقة تهدد استقرار النسيج الاجتماعي وتترك آثارًا سلبية على الأبناء، كما تتزايد نسب التأخر في سن الزواج لدى الشباب لأسباب اقتصادية واجتماعية متعددة.
على الصعيد السياسي – معاناة أسر المعارضين السياسيين: في سياقٍ خطير، تتعرض أسر المعارضين للنظام السياسي لانتهاكاتٍ ممنهجة ومروعة من قبل السلطات تشمل الاعتقالات التعسفية، والإخفاء القسري لأبناء، وآباء، وأمهات، وعائلات كاملة تتعرض لوضع اقتصادي واجتماعيٍ، ونفسيٍ سيء للغاية، ، كما تتعرض العائلات لمعاناة قاسية أثناء الزيارات في السجون، كما تعددت الانتهاكات لتشمل الاستيلاء على ممتلكات الأسر بقرارات تجميد، وتحفظ، ومصادرة، طالت أصولًا تقدر بـ 300 مليارٍ من الجنيهات كان معظمها في صورة مشروعات خدمية تعود بالنفع على عامة الشعب.
إن هذه التحديات والانتهاكات المتصاعدة تستدعي وقفة جادة ومطالبة الدولة بتحمل مسؤولياتها الكاملة في حماية الأسر وتوفير الدعم اللازم لها على كافة الأصعدة، وسن التشريعات الكفيلة بضمان حقوقها وكرامتها. كما يجب التوعية بالتأثيرات السلبية للمحتوى الفني غير المسؤول وضرورة تعزيز دور الإعلام الإيجابي والمسؤول.
إن مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان -JHR- تدعو إلى تضافر الجهود على كافة المستويات (من الدولة، والمجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية، والأسر نفسها) لمواجهة هذه التحديات، وحماية الأسرة المصرية، وتمكينها من أداء دورها الحيوي في بناء مجتمع قوي ومزدهر يحترم حقوق جميع أفراده ويضمن لهم حياة كريمة وآمنة.

#اليوم_العالمي_للأسرة
#مؤسسة_عدالة_لحقوق_الإنسان